الأحد , أبريل 20 2025

الانقلاب في النيجر وازمة الحكم في افريقيا

ازمة الحكم في افريقيا

او ازمة السلطة

او ازمة الديمقراطية في افريقيا 

نتذكرها دائما عندما ياتي انقلاب عسكري من الانقلابات الكثيرة وما اكثرها   في الغرب الافريقي. وءاخرها انقلاب النيجر. وحسب وجهة نظري فان اسباب فشل النظام في الخروج عن دوامة الانقلاب ثم الفترة الانتقالية الي الديمقراطية التي هي في الحقيقة الفترة الانتقالية الي الانقلاب ، يعود لسببين

اولا : متلازمة الانقلابات

 ان تعود العسكر علي الحكم  واستفادته من ريع الدولة وغنيمتها واستحلاء رفاهية الحكم وما توفره مقتنيات الحضارة الحديثة من نعيم وغلاؤها ، كل ذلك يجعل انفطام عسكر  تعود علي السلطة ـ عن رضاعة لبان الدولة امر صعب ، ولذا فان اي بلد وقع فيه انقلاب  لابد ان يقع فيه  انقلاب ءاخر  ، ما يمكن ان نسميه متلازمة الانقلاب المطردة والمنعكسة . فعلة كل انقلاب هي في الانقلاب الاول الذي نتيجته حكم ديمقراطي صوري سيكون علة لانقلاب ثان ، وهكذا دواليك :

 اذا شق للبرد شق للبرد مثله . دواليك حتي كلنا غير لا بس . كما قال عبد بني الحسحاس

لايوجد انقلاب واحد

وبالنتيجة فان اي بلد شهد انقلابا فانه لن يكون انقلابا واحدا *  فلا يوجد انقلاب واحد *ولكل انقلاب موجات ارتدادية ، قد يسميها اصحابه  كما في بلادنا، الخلاص الوطني بدل الانقاذ الوطني او العدالة والديمقراطية او المجلس الاعلي الدولة، تعددت الاسماء لا عن تشريف والمسمي واحد او تعددت الاسباب والموت واحد موت العدالة، موت الحرية، موت الشفافية في التسيير، موت مفهوم الدولة .

ثانيا :   الفترة الديمقراطية هي الفترة الانتقالية نحو الانقلاب اللاحق:

ان النظام الانتخابي  المستنسخ من الغرب في بلداننا هو نظام فاشل في ترقية المجتمع او تطويره الي الافضل فا لانتخابات بالضرورة هي عملية تنافس علي ارضاء الجمهور او خديعته ، ولا ارضاء لمجتمع طبقي وقبلي الا بمماشات ذلك المجتمع ، ولا وجه ابدا للتصادم معه ، وبالتالي فان من سيفوز اوفاز عليه ان ينسي اي  اصلاح  فلا يمكن مهاجمة الفساد عمليا او مهاجمة القبيلة  او النظام  الطبقي ، بل الشعار * ليس  ابدع مما كان * وعليه ان يمد يده للناخبين ليشتري ذممهم فمن  لا غنيمة عنده من الدولة يقسمها علي الناخبين ويصطفي النصف ـ وليس الخمس ـ لنفسه ، لا امل له في النجاح .

ان المدنيين الحاكمين بصفة مدنية ، القادمين من صلب الانقلابات العسكرية  ليسوا احسن من العسكر  ، فاليد ممدودة للمال العام ، والتوظيف في كل ما طاب ولذ من وظائف الدولة هي من نصيب عشيرة الرئيس وعصبيته القبلية والجهوية .ولا ننسي ان مع كل  رئيس رئيسة  فمحمد بوزومه لم يكن هو الرئيس وحده فقد كانت الرئيسة رئيسة لها الولاية ولها حق المنح والمنع .وعشيرتها مختلفة عن عشيرة الرئيس .

وحده الرئيس  قيس اسعيد نجح في طرد الرئيسة وعشيرتها بعد خلاف مع عشيرته ، اما الباقون فقد اضافوا الي ثقل عشيرتهم ثقل عشيرة السيدة الرئيسة

ثالثا: استقالة النخبة الفكرية والمثقفة من تبني وتطبيق المثل العامة .

   لقد استقالت النخب الافريقية من تمثل قيم الاصلاح وترقية المجتمع منذ ان توفرت لها وسائل مخاطبة الجماهير دون قيد  وهو امر غريب او علي الاقل غير متوقع  قبل وقوعه ،  لقد كان اداؤها  افضل في خلايا وتنظيمات الاجهزة ، فافضل الماركسيين والاسلاميين والقوميين تربوا في الغرف السرية وتكونوا فكريا وعمليا في تلك السراديب الخفية المحاصرة من الاجهزة الامنية والمحاصرة من عادات وقيم المجتمع ، وعندما خرجوا لم يبق منهم الا من بدل او غير  او علي الاقل تاول ” فالناس امام المال من دين واحد ” كما يقول فولتير .

ما الحل ؟

 لايمين يجيرنا او يسار .. تحت حد السكين نحن سواء

ماركسيون والجماهير تشقي .. فلماذا لايسعد الفقراء

وحدويون والبلاد شظايا .. كل جزء من لحمها اجزاء

دعوا افريقيا لاهلها وامنعوا .. عنها وسائل الدمار الشامل

الكاتب : الاستاذ زايد المسلمين

شاهد أيضاً

توقف تصدير أول شحنة غاز مسال موريتانية.. السفينة في البحر منذ شهر

توقف تصدير أول شحنة غاز مسال موريتانية.. السفينة في البحر منذ شهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *