Syassa.net موقع السياسة، يهتم بالأخبار السياسية وينشر كافة وجهات النظر السياسية بدقة ومهنية ومصداقية، ويقدس المبادئ التي تكرسها الحريات العامة وحرية الكلمة بشكل أخص.
جميل بن منصور برَح ضيق الافق الخاص الي سعة الدنيا فامتلك بعصامية اسباب السيادة والزعامة فصاحة قل نظيرها وشجاعة ورثها من اجدادها ( الكحل ) كتيبة الشجاعة في جيش ابناء موسي بن تروز ، وماكاد يفصح حتي انغرس بقلب عقول ولسان سؤول ، في قمة الفكر الاسلامي فنهل منه في اوجه الفكري ، لكنه لم يكن إمّعَة ولا مجرد رَاو لا يفهم ما يقرأ او يسمع “مثل الجمال عليها يحمل الودع” بل حباه الله عقل الدراية ” فلم ار عبقريا يفري فريه .
قاد الحركة الاسلامية في مشاغباتها علي سلطة العسكر دون ان يداهن او يصادم ، الق الله قبوله في ذهن كل من قابله او تحدث معه .سعيت له بصفة غير مباشرة في التسعينات لان يكون محاميا ولم اوفق لما لا حظت فيه من الفصاحة والنباهة ،
بالامس انتشر خبر استقالته من حزب تواصل واظنها مصيبة نزلت بهم نود تعزيتهم فيها، لكن من المصايب من لا يعقل اهلها قدرها الا بعد حين من الدهر، وهي ككل مصائب التيار الاسلامي فقد سبقه من لا يحصون من ولد الطلبه والحسن بن ملاي اعل الي المختار بن محمد موسي واحمد بن سيدي محمد … الخ
يبدو من نص الاستقالة ان الزعيم والعبقري جمال بن منصور عاني، في بنية فكرية ، وتنظيمية اقامها ، من ظلم ذوي القرب في الفكر مَن ْقطع اواصر قرابته من جلهم ولاجل الحق . وظلم ذوي القربي اشد مضاضة علي النفس من ضرب الحسام المهند .
احسنت النائبة البرلمانية منى الدي حين قالت “أن تصنع حزبا من العدم، وتسقيه بدموعك، وتطعمه من أعصابك، وتعطيه عصارة فكرك، وتبذل فيه قصارى جهدك، وتفني فيه شبابك، وتصبح فيه مهمشا لا رأي لك، ولا مشورة فالاستقالة منه هي أقل ما تستطيع فعله ” .
لم اكن ابدا اشك في قدر ودور الرئيس جميل لكني علمتها علم اليقين ولمست عظمها مع كتائب المستضعفين في هذا البلد ايام خوض الانتخابات شهر مايو الماضي ، عندما شهدت قبوله عند سواد الامة الموريتانية من طبقة لحراطين .
اعتقد ان اسباب الاستقالة تعود الي شبح الاستكبار والانحياز الي الليبرالية المتوحشة الذي استولي علي حزب تواصل منذ اندفع الإسلاميون بتدرج منذ الثمانينات الي ذلك المنكب البرزخي المظلم والبعيد عن الاسلام ، فالاسلام اسلام المستضعفين ، وليس اسلاما راسماليا ابدا وليست طريقته في الحياة استغلال الانسان للإنسان ، انه نصير من يرفعون الظلم عن الضعفاء ويطعمون الجائع ويكسون العاريّ ويؤممون مصانع بلدهم من أجل أن تكون ثروة البلاد كسرة خبز وقلم دوات وحبة دواء للفقير والجاهل والمريض؛ … شهدت في دار عبد الله ابن جدعان حلفا ما إن لي به حمر النعم ولو دعيت به في الإسلام لأجبت ـ ذلك هو خلق نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم حليف المستضعفين،وإمام المتقين، من أدّبه ربه فأحسن تأديبه فلم يشبع وجاره جائع قال تعالى: ﴿عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى﴾ الآية وقال جل من قائل ﴿وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدات والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا﴾ الآية
إن قواعد التشبث بالليبرالية الاقتصادية وتوجيه النصوص إليها بحجة اعتراف الإسلام بالملكية الخاصة خطأ قاتل،فالإسلام حليف الضعفاء وما جاء رسوله إلا ليتمم مكارم الأخلاق، فأي أخلاق إذا كان الحليف ذلك المصاص لدماء الشعب المستكبر الطبقي المرابي المحتكر جمع ثروته من امتياز منحته له السلطة الجائرة من مال الأمة، بيعت له ممتلكاتها بأبخس الأثمان، يأكل وحده ، ويضرب عبده ، ويمنع رفده ، يتصدق مما سرق ويحج مما وبق، لم يأل جهدا في الاحتكار وأخذ الجار بالجار والإتيان من خلف الدار.
إن تطبيق الشريعة يبدأ من هنا من تأسيس نظام اقتصادي اجتماعي عادل يتوصل به إلى إتاحة فرصة عمل لكل مريد وسكن ولقمة لكل عاجز أو مريض ثمانون في المائة من شعبنا هم تحت حد الفقر لدينا ستين ألف طالب فرصة عمل ، كل سنة تزداد بستة آلاف طالب آخر حوالي ستين في المائة من أسرنا لا عائل لها ولا تحصل إلا على وجبة واحدة ولا توفر لها المرافق الصحية ولا الماء الصالح للشرب حزام من الفقر يلف كل مدننا وحزام آخر يلف الوطن من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله فأين الإسلام من كل ذلك؟
إننا نعيش عام الرمادة من يوم مات حفيد خليفة عام الرمادة عمر بن عبد العزيز أو منذ وعيت هذا العالم ورأيته ، يحتاج المسلم في هذا البلد إلى أن يجرب الشك الديكارتي في إسلامه فيوجه إلى نفسه سؤالا هل أنا مسلم؟
هل أنا مسلم وأبيت وجاري جائع؟ هل أنا مسلم وأوالي المستكبرين ضد المستضعفين؟ هل أنا مسلم وأعظم الغني لغناه؟ هل أنا مسلم وأتجافى الفقراء؟ هل أنا مسلم وأنا أعلم أن الزكاة واجبة وأن في المال حقا سوى الزكاة؟
نعم إن في المال حقا سوى الزكاة، وأين الزكاة؟
ففي حديث مسلم عن ابن سعيد الخدري: «من كان عنده فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له قال فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحدنا في فضل» وهذا إجماع من الصحابة على أنه ليس لمسلم أن يحتفظ بشيء يحتاجه آخر.
وقد روى الترمذي من حديث فاطمة بنت قيس قالت سألت أو سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الزكاة فقال: إن في المال لحقا سوى الزكاة ثم تلا آية البقرة ﴿ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والنبيين وآت المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب﴾ الآية، فقرن إيتاءذوي القربى … إلخ بالصلاة وعطفه على الزكاة والصلاة والزكاة واجبتان.
وقال تعالى ﴿وآتو حقه يوم حصاده﴾ والآية مكية ولم تنسخ وفي حديث البخاري من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فاليذهب بخامس ومن كان عنده طعام خمسة فليذهب بسادس) الحديث وقال عمر رضي الله عنه (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول أموال الأغنياء فقسمتها على فقراء المهاجرين) وقال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه (إن الله فرض على الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم فإن جاعوا أو عروا أو جهدوا فبمنع الأغنياء لحقهم…
وأخيرا فلنردد مع الشاعر احمد مطر بعضا من قصيدته اعترافات كذاب فيقول:
قلت لكم: إن الشعوب المسلمة رغم غناها معدمـة وأنها بصوتها مكممه وأنها تسجد للأنصاب
وأن من يسرقها يملك مبنى المحكمة ويملك القضاة والحجــاب استغفر الله فما اكذبني:
فها هي الأحزاب، تبكي لدى أصنامها المحطمة وها هو الكرار يدحو الباب على يهود الدونمه
وها هو الصديق يمشي زاهدا مقصر الثياب
وها هو الدين لفرط يسره قد احتوى مسيلمه فعاد بالفتح بلا مقاومة، من مكة المكرمة .
المصدر : زايد المسلمين بن ماء العينين
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع: استقالة بن منصور التاريخ : 9 / 8 / 2023
السيد رئيس التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد /فقد ترددت في هذا القرار لشدة ثقله على النفس، ولكني توكلت على الله وأقدمت، ولعل السبب الرئيسي في هذا التردد هو العلاقة التي أكرمني الله بها مع إخوة أفاضل وأخوات فضليات طيلة مسار حزبي مبارك أخذ مني سياسيا وذهنيا وبدنيا ما لست عليه بنادم، بل به من المعتزين، وقد واجهت أخيرا في هذا المسار مااستحق مني توقفا وتفكيرا.كانت المحطة الأولى في مسار التوقف هي المؤتمر الرابع المنعقد دجمبر 2022 والذي كان منتظرا منه أن يكون موعدا لتصحيح الاختلالات والانطلاق بالحزب نحو آفاق أرحب، ولكن مظاهر التراجع فيه، سواء في فلسفة الانفتاح أوفي تعزيز القوة المؤسسية الذاتية أوفي مستوى الجرعة السياسية والديمقراطية المطلوبة كانت صادمة، غير أن الأمل في الانتباه والاستدراك غلب الملاحظات والانتقادات فكان الانتظار…….ثم كانت المسألة الثانية في تعاطي الحزب مع التنوع الوطني وإشكالاته المختلفة، فتراجع في الخطاب والاهتمام، ثم في البناء الحزبي قيادات جهوية ومؤسسات قيادية، وكنت من ضمن من نبه إلى هذه الاختلالات ودعا إلى تصحيحها وعدم تكرارها خصوصا في أفق الانتخابات المنتظرة حينها، وللأسف جاءت الانتخابات وكان الخلل أكبر والخطأ أوضح كما شرحت ذلك في بيان أخذ المسافة الذي نشرته فور إقرار المكتب السياسي للترشيحات النيابية الرئيسية……..ولأنني – سيدي الرئيس – قدمت ملاحظات وأشرت إلى اختلالات، انتظرت أي علاج ولو قل أوتصحيح ولو كان محدودا، وهو ما لم يقع.مع هذين الأمرين استمرت سياسة إقصاء وإبعاد لقيادات في الحزب لاتنقصهم الكفاءة ولا الخبرة ولكنهم يرون الأمور على نحو مختلف عن نظرة بعض القيادات الحالية للحزب، فكان ذلك مؤشرا على عجز في إدارة التنوع القيادي، أعقب الفشل في التعاطي مع استحقاقات التنوع الوطني……من هنا وجدتني سيدي الرئيس – وكما تعلم لست من هواة المواقف السلبية – مضطرا لتقديم استقالتي من حزب تواصل مسؤوليات وعضوية، وأنا إذ أفعل ذلك أعتذر لكل الأحبة، ولشباب ونساء كانت العلاقة معهم أهم وأسمى من المعاني الحزبية العادية، وأرجو أن تجمعني معهم ساحات العمل الوطني على الأفكار التي التقينا عليها أول مرة.
أسأل الله أن يوفقكم ويحفظكم ويسدد خطاكم، وأن يديم نعمة الأخوة والألفة وإن انقطعت علاقة الإطار الحزبي الخاص.
أخوكم / محمد جميل منصور
