الجمعة , أبريل 18 2025

فرنسا مازالت تراهن على مركز نفوذ في ليبيا

حسب صحيفة العرب، تعمل باريس هذه الأيام على تأكيد حضورها في ليبيا من خلال تنشيط دورها السياسي والاقتصادي والثقافي، لاسيما بعد انكساراتها المتلاحقة في دول الساحل والصحراء، وخاصة في الدول التي شهدت انقلابات عسكرية كمالي والنيجر وبوركينا فاسو.

لتضيف نفس الصحيفة أن باريس خسرت القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر الذي يعد واحدا من أهم حلفائها في ليبيا بعد تلكؤها في مواصلة دعمه في حرب طرابلس سنة 2019، إثر العثور على صواريخ جافلين في غريان بعد فرار قوات حفتر منها، قالت واشنطن إنها باعتها لباريس، وهو ما دفع بحفتر لاحقا إلى الاعتماد على مجموعة فاغنر الروسية.

ويشير متابعون للشأن الليبي إلى أن فرنسا التي ترعى اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، تبحث عن دور مهم في تقريب المسافات بين الفرقاء حول قانوني الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتعمل على أن يكون لها موطئ قدم من خلال قاعدة عسكرية متقدمة في الجنوب، وهو ما تم التطرق إليه في مناسبات عدة مع حفتر، ولا تعارضه سلطات طرابلس الباحثة بدورها عن دعم باريس لتمديد سلطتها لمدة عامين أو ثلاثة.

وحسب نفس المصدر تنتشر فاغنر في مواقع إستراتيجية شرق وجنوب ليبيا من بينها قواعد عسكرية وحقول نفطية، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لنفوذ باريس التاريخي على إقليم فزان. وقام المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا بول سولير، والسفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج والوفد المرافق لهما بجولة بين طرابلس وبنغازي، عقدوا خلالها اجتماعات مع كبار المسؤولين من طرفي النزاع، وهو ما رأى فيه المراقبون محاولة لتسجيل نقاط في الملف الليبي في الوقت الذي تنشغل فيه واشنطن بالصراع بين إسرائيل وحماس.

كما أبدى المبعوث الفرنسي دعم بلاده لهيئة وطنية جامعة لإعادة إعمار المدن المنكوبة تتوفر فيها معايير الكفاءة، بحيث تشمل ممثلين محليين عن المناطق المتضررة، مشيرا إلى أن فرنسا تدعم اللجنة المالية العليا، باعتبارها نموذجا لتأسيس منصة وطنية شاملة لإعادة إعمار مدينة درنة وبقية مناطق الجبل الأخضر المتضررة، وهو ما يعني اعتذارها عن حضور مؤتمر إعادة إعمار درنة والجبل الغربي الذي سيفتتح الأربعاء ويستمر مدة يومين.

وفي بنغازي، قال المكتب الإعلامي لقيادة الجيش إن خليفة حفتر ناقش مع المبعوث الفرنسي التطورات السياسية في ليبيا واستمرار التنسيق والتعاون لمحاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وإن اللقاء بينهما شهد مناقشة آخر التطورات السياسية في ليبيا، وأهمية إجراء الانتخابات بناء على مخرجات لجنة (6+6)، في إشارة إلى قانون انتخابات مجلس النواب وقانون انتخاب رئيس الدولة الذي أعدته اللجنة المشتركة المكلفة من مجلسي النواب والدولة، بالإضافة إلى بحث الاستمرار في التنسيق والتعاون بين البلدين لمحاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة.

وبحسب أوساط ليبية مطلعة، فإن اللقاء بين حفتر والوفد الفرنسي تضمن النظر في عدد من الملفات ومنها ما يتعلق بالأوضاع الأمنية في دول الجوار الجنوبي، وخاصة في السودان حيث تستمر المواجهات الدموية بين قوات الجيش والدعم السريع، وفي النيجر حيث تواجه باريس ضربة موجعة لمصالحها ما جعلها تسحب سفيرها من نيامي وتنقل قواتها إلى تشاد.

وكانت العلاقات بين باريس وقيادة الجيش الليبي متميزة، خصوصا وأن فرنسا شكلت حليفا مهما للمشير حفتر، ومكنت قواته من الخبراء والأسلحة منذ إعلانه عن إطلاقه معركة الكرامة لمحاربة الجماعات الإرهابية في مايو 2014، لكن هذه العلاقات تشهد الآن تذبذبا بسبب اعتماد حفتر على قوات فاغنر.

ومن جانبه، بحث رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مع المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي لليبيا والوفد المرافق لهما، العديد من الملفات وعلى رأسها مستجدات الأوضاع السياسية في البلاد، والقوانين الانتخابية الصادرة عن مجلس النواب بناء على ما تقدمت به لجنة (6+6).

وفي طرابلس، اطلع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي مع المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي على تطورات العملية السياسية في ليبيا والجهود المبذولة لإقامة انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب الآجال، وعلى آخر المستجدات حيث توافقت الجهود بشأن الترحيب بما توصلت إليه لجنة 6+6 باعتماد القوانين الانتخابية، والتأكيد على الحاجة إلى استكمال الوصول إلى توافق وطني بشأن بقية المسائل العالقة، والتي مازالت محل خلاف، في سبيل إقامة انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب الآجال.

ونقل سولير دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون لرئيس المجلس الرئاسي لحضور مؤتمر باريس الدولي للسلام الذي سيعقد يومي التاسع والعاشر من نوفمبر الجاري، وقد أعرب المنفي عن ترحيبه بالدعوة واعدا بتلبيتها وأن تكون لبلاده مشاركة ثرية ومهمة في هذا المؤتمر.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد حمل المبعوث الفرنسي جملة من القراءات السياسية لتبرير موقف بلاده الداعم بقوة لإسرائيل في معركتها غير المتوازنة مع حماس، وخاصة خلال لقاءاته مع رئيس المجلس الرئاسي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة الذي جدد تأكيد موقف ليبيا الرافض لما يجري في الأراضي الفلسطينية والذي كان واضحا في كافة المحافل الدولية المنعقدة لمناقشة أحداث غزة.

وبحسب مصادر نفس المصدر، فإن فرنسا تحاول أن تحافظ على موقع مريح بالنسبة لها من خلال احترام التوازنات السياسية والاجتماعية في ليبيا، وهو ما تبين بالخصوص من خلال لقاء سولير مع الدبيبة، ثم مع رئيس مجلس الدولة محمد التكالة، سواء في علاقة بالانتخابات أو بخطة إعادة إعمار درنة والجبل الأخضر.

كما قالت السفارة الفرنسية إن اللقاء بين سولير والدبيبة تطرق إلى عواقب كارثة درنة، والالتزام الإنساني لفرنسا بمستشفى ميداني ومساعدات طارئة بأربعة ملايين يورو لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمات الإنسانية غير الحكومية، وتابعت أن الدبيبة ناقش مع سولير ومهراج ملف إعادة إعمار درنة والبلديات المتضررة من الفيضانات التي ضربت المنطقة الشرقية في العاشر من سبتمبر الماضي، وأن الجانب الفرنسي أكد “دعم بلاده لجهود حكومة الوحدة الوطنية في هذا الملف”.

المصدر : العرب

شاهد أيضاً

توقف تصدير أول شحنة غاز مسال موريتانية.. السفينة في البحر منذ شهر

توقف تصدير أول شحنة غاز مسال موريتانية.. السفينة في البحر منذ شهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *