الأحد , يونيو 15 2025

“تركيز الرباط على الساحل: فصل جيوسياسي جديد وتأثيره على اتحاد المغرب العربي”

“تركيز الرباط على الساحل: فصل جيوسياسي جديد وتأثيره على اتحاد المغرب العربي”.

المصدر : تحرير

في الساحة الجيوستراتيجية العالمية المتطورة باستمرار، حيث يبرز نظام دولي متعدد الأقطاب، نشهد إعادة تشكيل العلاقات بين القوى الكبرى والإقليمية. هذا التحول يعيد رسم مجالات النفوذ ويقدم ديناميكيات قوة جديدة ويؤدي إلى تغيرات في التحالفات القائمة.

في خضم هذا التغير السياسي والاقتصادي والعسكري والبيئي والصحي، هناك حاجة ملحة للتعاون بين الكتل الإقليمية. يجب على هذه الكتل العمل معًا لمواجهة التحديات، تحقيق التكامل، تعزيز الأمن والاستقرار، وتقوية قوتها التفاوضية على الساحة العالمية.

منذ عام 1989، كانت دول المغرب العربي (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، وموريتانيا) جزءًا من “اتحاد المغرب العربي”، الذي تأسس في مراكش. كان هذا الإتحاد حلمًا طويل الأمد منذ عصر ما قبل الإستقلال، لكنه واجه العديد من العقبات، بما في ذلك مشاكل تركتها الإستعمار الفرنسي، مما أدى إلى استمرار النزاعات الحدودية.

سعى المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس بنشاط لإحياء اتحاد المغرب العربي. وشمل ذلك تمديد العروض للجزائر لإعادة فتح الحدود، تعزيز التعاون الاقتصادي، وتقوية العلاقات مع دول المغرب العربي. ومع ذلك، قوبلت هذه الجهود بمقاومة من بعض البلدان، مما زاد من التوترات التي تقوض الإستقرار الإقليمي.

ردًا على هذه التحديات والحاجة إلى تجاوز الجمود الذي يعيق اتحاد المغرب العربي، تظهر فرصة جديدة: تشكيل تجمع إقليمي أوسع يشمل دول الساحل. يمكن لهذه الكتلة “المغرب العربي-الساحل” أن تستفيد من السياق الدولي الجديد والتغيرات الجيوستراتيجية الجارية.

يقدم هذا التجمع، بالنظر إلى القرب الجغرافي، التحديات المشتركة، الروابط التاريخية، والرغبة الجماعية في الاستقلال عن إرث الاستعمار، أرضية خصبة للمناقشات والتنسيق بين الدول المغربية ودول الساحل (تشاد، النيجر، بوركينا فاسو، ومالي) المهتمة.

يغذي هذا الأمل مبادرة الملك محمد السادس لدمج دول الساحل في الجبهة الأطلسية، كما هو موضح في البيان الختامي للاجتماع الوزاري الذي عقد في 23 ديسمبر 2023 في المغرب، بمشاركة ممثلين من بوركينا فاسو، مالي، النيجر، تشاد، والمغرب.

يتطلب توسيع كتلة المغرب العربي-الساحل التواصل بين النخب السياسية والاقتصادية والمدنية والأكاديمية الجديدة في المنطقة، والتي تسعى جميعها للحصول على الاستقلال التام والسيادة، ومكافحة الإرهاب والتهريب والجماعات الانفصالية التي تعيق التنمية والازدهار.

يلعب المنتدى الأفريقي للتنمية والبحوث الجغرافية والاستراتيجية دورًا حيويًا في هذا التحول. يفتح مناقشات أكاديمية ومدنية حول جدوى ونجاح الكتلة الإقليمية الجديدة المحتمل، مرحبًا بالمقترحات والأفكار من الأطراف المهتمة.

المصدر : تحرير

شاهد أيضاً

توقف تصدير أول شحنة غاز مسال موريتانية.. السفينة في البحر منذ شهر

توقف تصدير أول شحنة غاز مسال موريتانية.. السفينة في البحر منذ شهر