الإثنين , يونيو 16 2025

ما دلالات تفقد وزير الدفاع الموريتاني قوات بلاده على الحدود مع مالي؟  

أثارت زيارة وزير الدفاع الموريتاني حننه ولد سيدي وقائد الأركان العامة للجيوش الفريق المختار بله شعبان الوحدات العسكرية المرابطة على الحدود مع دولة مالي، السبت، جملة من التساؤلات لتزامنها مع تصاعد الاشتباكات بين الجيش المالي وقوات مسلحة شمال البلاد.  

وقال الجيش الموريتاني في بيان إن وزير الدفاع دعا الوحدات المرابطة هناك إلى “المثابرة في العمل والعناية بتكوين الأفراد وصيانة العتاد والسعي الدؤوب إلى تنمية القدرات العملياتية للوحدات الميدانية”، مشددا على أن الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، “حريص على الاطلاع بشكل ميداني على جاهزية هذه الوحدات”. 

وإلى جانب قائد الأركان العامة للجيوش، رافق وزير الدفاع في جولته قائد فرقة الاستخبارات والأمن العسكري، ومدير التوثيق والأمن العسكري بالوزارة، وقائد فرقة العمليات، ومدير الدمج وإعادة الدمج بوزارة الدفاع الوطني، وشملت جولته أيضا زيارة لسرية الدرك الموريتاني بالناحية الشرقية بولاية الحوض الشرقي. 

وتأتي هذه الزيارة في سياق تستمر فيه الاشتباكات بين القوات المالية وحركة أزواد الانفصالية التي أعلنت في الأسابيع الأخيرة سيطرتها على 5 معسكرات للقوات الحكومية، مع تواصل انسحاب بعثة حفظ السلام الأممية من البلاد استجابة لطلب المجلس العسكري الحاكم في باماكو.

وترتبط موريتانيا ومالي بحدود برية يصل طولها إلى 2237 كيلومترا معظمها مناطق صحراوية وعرة المسالك، وتنشط على حدود البلدين تنظيمات مسلحة عدة، بينها فرع “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”. 

فما الغاية من هذه الزيارة؟ 

جوابا على هذا السؤال، يقول المحلل السياسي الموريتاني المختار ولد الشين، إن الزيارة تأتي في “ظرفية خاصة” بعد تزايد حدة التواترات في مالي ومنطقة الساحل بشكل عام. 

ويوضح ولد الشين في تصريح لـ”أصوات مغاربية”، أن تلك التوترات حتمت على السلطات الموريتانية التحرك صوب الحدود “كإجراء احترازي لتعبئة الوحدات العسكرية ولمنع تسلل الإرهابيين إلى موريتانيا كلاجئين، خصوصا وأن البلاد تستضيف آلاف اللاجئين الماليين”. 

وتابع المتحدث “دور الجيش الموريتاني هو الدفاع عن وحدة البلاد الترابية لأن المنطقة تعرف الكثير من الاضطرابات، وسبق لفخامة رئيس الجمهورية أن زار القوات المرابطة على الحدود في رمضان الماضي وقضى معهم ليلتين” مردفا “هي إذن زيارة روتينية لأن حدودنا مع مالي شاسعة ولابد من حمايتها من أي خطر خارجي”. 

ولم يخف المحلل الموريتاني احتمال تهديد تلك الجماعات لبلاده، إذ قال “الجماعات المسحلة المتطرفة لا تعترف بالدول، ومنذ 30 عاما وهذه المنطقة صارت مرتعا لتجارة السلاح والمخدرات وأي انفلات أمني قد يؤدي إلى تسلل الإرهابيين إلى موريتانيا”.

“رسالة للداخل والخارج”

من جانبه، يرى المحلل السياسي الموريتاني المقيم بالعاصمة المالية باماكو، محمدن حبيب أيب، أن الزيارة “رسالة طمأنة للشعب الموريتاني بأن الدولة تسهر على أمن حدود دولته ورسالة للجيران وللحركات المتطرفة المتصارعة في المنطقة بأن موريتانيا حاضرة وساهرة على تأمين وأمن حدودها”. 

ويرى محمدن في تصريح لـ”أصوات مغاربية”، أن التواترات الأخيرة دفعت السلطات الموريتانية إلى المزيد من التعبئة لتأمين الحدود، لكنه قلل من احتمال تأثير تلك التداعيات على الدولة الموريتانية. 

وتابع موضحا “موريتانيا حاليا في منأى عن الاضطرابات التي تعرفها منطقة الساحل، وأعتقد أن التجربة التي خاضتها خارج الحدود مع عدد من الجماعات المتطرفة في وقت سابق ربما جعلت هذه التنظيمات تنأى بنفسها عن أي مواجهة مع الدولة الموريتانية خصوصا وأن نواكشوط اختارت الحياد في مجمل الأحداث التي تعرفها المنطقة”. 

مع ذلك، يعتقد المتحدث، أن الاضطرابات الأخيرة تهدد دول المنطقة وتفرض على موريتانيا المزيد من التعبئة لتأمين حدودها الشاسعة والمشتعلة، وفق تعبيره. 

المصدر : أصوات مغاربية

شاهد أيضاً

توقف تصدير أول شحنة غاز مسال موريتانية.. السفينة في البحر منذ شهر

توقف تصدير أول شحنة غاز مسال موريتانية.. السفينة في البحر منذ شهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *